… كيف تنجب الأوطان بطل
عرفت
كيف تنجب الأوطان بطل
وعرفت
كيف أنجبت
البطل
عرفت
وما أجمل ما عرفت
أن بلادي لم تعد عذراء
يوم أن هبت عليها ريح النكبة الأولى
احترقت الدار
وسنابل القمح
ولم يقطف الزيتون غارسه
وغابت الشمس خلف الغيوم
وانتشر الظل
والبرد القارص أرعش الأرض وحبات التراب
ولم يعد للشمس دفئ على الأرض
بل احتراق النار يأكله الهشيم
بكى صغير الدار
غياب جده
غياب أبيه
بكى أمام مشهد جده الكهل يذبح
وأبوه في خير معركة قضى مستشهدا
فر إلى حضن أمه
ما عاد دافئا
الحزن خطف من بين الضلوع دفئ الحنان ونبضه
فقسى القلب
والضلوع كأنها أضلاع صبار وشوك
والعيون ذرفت الدمع كثيرا
الدم سال من نزف الجراح
الدمع والدم وعرق الجبين التقوا
على ارض الوطن
يا هول ارض الوطن
حملت كثيرا من الهموم والعذابات
تمشي عليها
تعيش على ثراها
جاءت الريح تحمل على متنها ذرات ثرى
غطت الدمع والدم والعرق
تكون البطل في أحشاء الأرض
خرج من الرحم وليدا كابن الوليد خالد
كان هو البطل
لم يدخل كلية عسكرية
لكن عنده شهوة حب البندقية
أعد ثلة من الشباب المسلم
حملوا عقيدة الإسلام في القلب ومضوا بها
توقد دروبهم البندقية
هم فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى
الرجل منهم تعده بأمة
أعادوا للأمة عزها ومجدها
منهم من واراه الثرى
ومنهم من مازال يعد الرجال للمرحلة
هكذا ولد البطل
وهكذا طواه الثرى
ولكن
في رحم بلادي إذا انطوى بطل
خلفه ألف بطل