إسرائيل قتلت البحر الميت
والبحر الميت عبارة عن بحيرة فاصلة للوادي المتصدع الأردني الذي يقع على حد نهر الأردن المتدفق من الشمال لوادي «عربة» جنوبًا, ويتكون من حوضين: الحوض الشمالي الذي يبلغ عمقه (320)م والحوض الجنوبي الضّحل, ويفصل بين الحوضين شبه جزيرة ليسان ومضايق الموت التي بها تل من الطّمي يبلغ ارتفاعه (400)م, ويصل تركيز الأملاح في البحر الميت نحو 32%. ويعاني البحر الميت تناقصاً حاداً في منسوب المياه به بنسبة (80) سم سنوياً، ويعد السبب الرئيس لهذا التناقص الشديد هو تقلص كمية المياه الواردة للبحر, فمنذ منتصف القرن العشرين والمياه المتدفقة للبحر من نهر الأردن التي كانت تبلغ حوالي (972) مليون م3 تتقلص كميتها لتصل إلى ما يقارب (125) مليون م3 عام 1985.
ولعل هذا التناقص في المياه الواردة للبحر الميت سببه الأساسي هو ممارسات الاحتلال الصهيوني الذي يقوم باستمرار بتجفيف منابع الأودية والأنهار التي تغذّي البحر الميت, حيث أقام ما يزيد على (18) مشروعاً لتحويل مياه نهر الأردن المغذي الأساسي والرئيس له, وتحويل الأودية الجارية التي تتجمع فيها مياه الأمطار وتجري باتجاه البحر الميت إلى المناطق المحتلة وخاصة للمستوطنات, وقد وصلت نسبة المياه المحجوزة والمحولة عن البحر الميت حوالي 90% من مصادره, كما قامت سلطات الاحتلال بحفر ما يزيد على (100) بئر غائرة لسحب المياه الجوفية من المناطق القريبة التي تغذّي البحر الميت, علاوة على المصانع المُقامة عليه، والتي تُنتج المواد المعدنية ومستحضرات التجميل التي تدر سنوياً (7.4) مليون دولار, مما زاد من نسبة التبخر إضافة إلى استيلاء الكيان الصهيوني على أكثر من حصته من مياه نهر اليرموك الذي يصب مع رافده في البحر الميت, نظراً لحاجته المستمرة للمياه بسبب مستعمراته في النقب والساحل الفلسطيني المحتل. [img][/img]